منتدى كمال للعلوم العربية والإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضائل وخصائص شهر رمضان المبارك

اذهب الى الأسفل

فضائل وخصائص شهر رمضان المبارك Empty فضائل وخصائص شهر رمضان المبارك

مُساهمة من طرف كمال أحمد زكي الإثنين مارس 11, 2024 4:41 pm

أيها المسلمون عباد الله، لقد أنْعَمَ الله تعالى على هذه الأُمَّة بهذا الشهر الكريم الذي تُفتح فيه أبواب الخيرات، ويُقبِل فيه العباد على الله عز وجل بشتى أنواع الطاعات.
كم من تائب تاب ورجع إلى الله تعالى في رمضان! وكم من ضالٍّ منحرف وكم من مُضيِّع للصلاة، وهاجِرٍ للقرآن، وغافل عن ذكر الرحمن، عرَف طريق الهداية في رمضان! فإن شهر رمضان لَهُوَ فرصة عظيمة أن يُعوِّضَ كلُّ مَن ضيَّع في حياته ما فات من تقصير، وأن يتدارك قبل الممات.
والصيام عباد الله من أفضل الأعمال فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: مُرْنِي بعمل، قال: ((عليك بالصوم؛ فإنه لا عِدْلَ له)).
فتعالوا نعرف خصائص هذا الشهر وفضائله.
1- فمن خصائص شهر رمضان: أنه هو الشهر الوحيد الذي سماه الله تعالى في القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
• في حين قال الله تعالى عن أشْهُر الحج: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197]، وجاءت السُّنَّة لتُبيِّنَ هذه الأشْهُر.
• وقال تعالى عن الأشهر الحُرُم: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36]، وجاءت السُّنَّة أيضًا لتُبيِّن هذه الأشهر الحرم.
2- ومن خصائص شهر رمضان: أن الله تعالى اختصه بنزول كتابه المبين على رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
3- ومن خصائص شهر رمضان: أن الكون كله يستعد لاستقبال شهر رمضان ويعتق الله عبادا له من النارفي كل ليلة من لياليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان: صُفدت الشياطين ومَرَدَةُ الجن، وغُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغيَ الخير أقْبِلْ، ويا باغي الشر أقْصِرْ، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع].
4- ومن خصائص شهر رمضان: أنه شهر القيام، والتهجُّد.
• فما شُرِعَ الاجتماع للقيام إلا في رمضان؛ وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من سَنَّ الجماعة فيها في المسجد، ثم تركها خشيةَ أن تُفرض على أمته، وفي خلافة عمر رضي الله عنه جَمَعَهُم على إمام واحد.
• وتأمل: هذه البشريات التي بشَّر بها النبي صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا: في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)).
•  وعن أبي ذر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني].
5- ومن خصائص شهر رمضان: أنه شهرُ مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات.
• في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفِّرات ما بينهن إذا اجتُنِبَ الكبائر)).
• وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)).
6- ومن خصائص شهر رمضان أنه شهر تجتمع فيه أبواب الخير والطاعات؛ من صلاة، وصيام، وذِكْرٍ، وتلاوة قرآن، ودعاء، وصدقات وإطعام.
• ‏وأنه شهر: فيه تتآلف القلوب، وتتوحَّد الصفوف، وتجتمع كلمة أهل الإيمان؛ شهر واحد، ورؤية واحدة، وهلال واحد، الناس تصوم في وقت واحد وتفطر في وقت واحد، كل ذلك في رمضان؛ فيجمع الصائم مؤهِّلات الحصول على غُرَفِ الجنة التي أعدَّها الرحمن لأصحاب هذه الأعمال.

ثانيًا: فضائل الصيام وثمراته:
• الصوم يبعث على تحقيق التقوى وتزكية النفس، وتطهيرها، وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة؛ لأن الصوم يُضيِّق مجاري الشيطان.
• ‏الصوم يبعث على العطف على المساكين، والشعور بآلامهم؛ لأن الصائم يذوق ألم الجوع والعطش.
• ومن فضائل الصيام: أنه مضافٌ إلى الله تعالى إضافةَ تشريف وتعريف بقَدْرِهِ، وأخفى علينا أجرَه وثوابه.
ففي رواية لمسلم: ((كل عمل ابن آدم يضاعِفُ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به؛ يَدَعُ شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فِطْرِهِ، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخُلُوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك))؛ قال ابن عبدالبر رحمه الله: "كفى بقوله: ((الصوم لي))
قال المناوي رحمه الله: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، فإذا كان هذا بتغيُّر ريح فمِهِ، فما ظنك بصلاته وقراءته وسائر عباداته؟
وتأمل  قوله: ((للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقِيَ ربَّه فرِح بصومه))؛ قال ابن رجب رحمه الله: "أما فرحة الصائم عند فِطْرِهِ، فإن النفوس مجبولة على الْمَيل إلى ما يلائمها من مَطْعَمٍ ومشرب ومَنْكَحٍ، فإذا مُنعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أُبيح لها في وقت آخر، فرِحتْ بإباحة ما مُنعت منه، خصوصًا عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعًا، وأما فرحه عند لقاء ربه فما يجده عند الله من ثواب الصيام مدَّخرًا، فيجده أحوج ما كان إليه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ﴾ [المزمل: 20]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ﴾ [آل عمران: 30].
• ومن فضائل الصيام: أنه جُنَّة ووقاية من النار.
فففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام جُنَّة))، وفي رواية: ((الصيام جُنَّة، وحصن حصين من النار))؛ [رواه أحمد]، وفي رواية: ((الصيام جُنَّة، يَسْتَجِنُّ بها العبد من النار)).
• للصائم دعوات مستجابات لا تُرَدُّ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر))؛ [رواه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع]، وعنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتهم: الصائم حتى يُفْطِرَ، والإمام العادل، ودعوة المظلوم))؛ [أخرجه الترمذي وحسَّنه، وابن ماجه].
• ويحظى الصائم بالشفاعة يوم القيامة؛ لأن الصوم يشفع لصاحبه؛ عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يَشْفَعَانِ للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوة فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل فشفِّعني فيه، قال: فيشفعان)).
• والصوم باب من أبواب الجنة كما في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة بابًا يُقال له: الرَّيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد)).

كمال أحمد زكي

المساهمات : 129
نقاط : 349
تاريخ التسجيل : 04/07/2017

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى