حقوق الجار في الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
حقوق الجار في الإسلام
في هذا الزمن تباعد الجيران بعضهم عن بعض، فأصبحت تمر الشهور بل السنوات ولا يعرف الواحد منا جاره وأحواله، وفي بعض الأحيان كثرت شكاوى بعض الجيران من جيرانهم لأمور متعدِّدة، كاطلاع على العورات، أو مشاكل الأولاد، أو رمي القُمامة أمام منزله، أو غير ذلك من صور الإيذاء، لذا يتبين ضرورة إيضاح حقوق الجار وحرمة إيذائه. قال الله تعالى (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)، قال ابن القيم: وكل مَن ذكر في هذه الآية فحقه واجب وإن كان كافرًا وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (الجِيرانُ ثَلاثَةٌ: جَارٌ لهُ حَقٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَدْنَى الجيرانِ حقًّا، وجار له حقَّان، وجَارٌ له ثلاثةُ حُقُوقٍ، وَهُوَ أفضلُ الجيرانِ حقا، فأما الذي له حق واحد فجار مُشْرِكٌ لا رَحمَ لَهُ، لَهُ حق الجَوار، وأمَّا الَّذِي لَهُ حقانِ فَجَارٌ مُسْلِمٌ، له حق الإسلام وحق الْجِوارِ، وأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثةُ حُقُوقٍ، فَجَارٌ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ لَهُ حق الجوار وحق الإسلام وحَقُّ الرحِمِ)، وفي صحيح مسلم قَالَ صلى الله عليه وسلم (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ). ومن لوازم الإحسان ترك أذية الجار فعن أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ) فهنا رغب النبي (صلى الله عليه وسلم) في ترك أذية الجار، وعدّها من أمارات صدق الإيمان. ومن أعظم صور الإيذاء إيذاء الجار في أهله أو ماله، عن المقداد بن الأسود قال: سأل رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه عن الزنى؟ قالوا: حرام حرمه الله ورسوله. فقال (لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره) وسألهم عن السرقة؟ قالوا: حرام حرمها الله عز و جل ورسوله فقال (لأن يسرق من عشرة أهل أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره).
عباد الله إن الجار المؤذي لجاره ناقص الإيمان فعن أبي شُرَيْح: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن). قيل ومن يا رسول الله؟ قال (الذي لا يأمن جاره بوائقه)، وبوائقه، أي: ظلمه وشره، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: هي فِي النَّارِ) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: (هِيَ فِي الْجَنَّةِ). وجاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فشكا إليه جارًا له فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) – ثلاث مرات: (اصبر) ثم قال له في الرابعة: (اطرح متاعك في الطريق) ففعل قال: فجعل الناس يمرون به ويقولون: ما لك؟ فيقول: آذاني جاري فجعلوا يقولون: لعنه الله فجاءه جاره فقال: رد متاعك لا والله لا أوذيك أبدا. عباد الله إن أول الخصوم يوم القيامة الجيران فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): (أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ )، أي أول خصمين يقضى بينهما يوم القيامة جاران آذى أحدهما صاحبه؛ اهتماماً بشأن حق الجوار الذي حث الشرع على رعايته، وعن ابن عمر قال: قال رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه): (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)؛ وهذا لعظم حقه، وواجب بره. وعن مجاهد قال: كنت عند عبد الله بن عمرو وغلامه يسلخ شاة فقال: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي. فقال رجل من القوم: اليهودي أصلحك الله؟ قال إني سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصي بالجار حتى خشينا أنه سيورثه، وعَنْ عَائِشَةَ قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ (إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا)، وعن أبى ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً ، فَأكثِرْ مَاءهَا، وَتَعَاهَدْ جيرَانَكَ)؛ لأن الجار قد يتأذى بقُتار قِدر جاره، وربما تكون له ذرية فتهيج منهم الشهوة ويعظم على القائم عليهم الألم، لا سيما إن كان القائم ضعيفا أو أرملة وكل هذا يندفع بتشريكهم في شيء من الطبيخ يدفع إليهم، ولهذا المعنى حض عليه الصلاة والسلام الجار القريب بالهدية؛ لأنه ينظر إلى ما يدخل دار جاره وما يخرج منها ، فإذا رأى ذلك أحب أن يشارك فيه؛ وأيضا فإنه أسرع إجابة لجاره في أوقات الشدة؛ فلذلك بدأ به على من بَعُد بابه وإن كانت داره أقرب»، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه).
عباد الله إن الجار المؤذي لجاره ناقص الإيمان فعن أبي شُرَيْح: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن). قيل ومن يا رسول الله؟ قال (الذي لا يأمن جاره بوائقه)، وبوائقه، أي: ظلمه وشره، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: هي فِي النَّارِ) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: (هِيَ فِي الْجَنَّةِ). وجاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فشكا إليه جارًا له فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) – ثلاث مرات: (اصبر) ثم قال له في الرابعة: (اطرح متاعك في الطريق) ففعل قال: فجعل الناس يمرون به ويقولون: ما لك؟ فيقول: آذاني جاري فجعلوا يقولون: لعنه الله فجاءه جاره فقال: رد متاعك لا والله لا أوذيك أبدا. عباد الله إن أول الخصوم يوم القيامة الجيران فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): (أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ )، أي أول خصمين يقضى بينهما يوم القيامة جاران آذى أحدهما صاحبه؛ اهتماماً بشأن حق الجوار الذي حث الشرع على رعايته، وعن ابن عمر قال: قال رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه): (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)؛ وهذا لعظم حقه، وواجب بره. وعن مجاهد قال: كنت عند عبد الله بن عمرو وغلامه يسلخ شاة فقال: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي. فقال رجل من القوم: اليهودي أصلحك الله؟ قال إني سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصي بالجار حتى خشينا أنه سيورثه، وعَنْ عَائِشَةَ قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ (إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا)، وعن أبى ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً ، فَأكثِرْ مَاءهَا، وَتَعَاهَدْ جيرَانَكَ)؛ لأن الجار قد يتأذى بقُتار قِدر جاره، وربما تكون له ذرية فتهيج منهم الشهوة ويعظم على القائم عليهم الألم، لا سيما إن كان القائم ضعيفا أو أرملة وكل هذا يندفع بتشريكهم في شيء من الطبيخ يدفع إليهم، ولهذا المعنى حض عليه الصلاة والسلام الجار القريب بالهدية؛ لأنه ينظر إلى ما يدخل دار جاره وما يخرج منها ، فإذا رأى ذلك أحب أن يشارك فيه؛ وأيضا فإنه أسرع إجابة لجاره في أوقات الشدة؛ فلذلك بدأ به على من بَعُد بابه وإن كانت داره أقرب»، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه).
كمال أحمد زكي- المساهمات : 131
نقاط : 355
تاريخ التسجيل : 04/07/2017
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى